كان يا ما كان، في قديم الزمان، في قرية جميلة وملونة، كان هناك ولد صغير اسمه أحمد. كان أحمد يحب اللعب والجري في الحقول الخضراء، وكان دائماً يبتسم.
في يوم من الأيام، بينما كان أحمد يلعب قرب النهر، وجد شيئاً يلمع تحت صخرة كبيرة. كان محفظة صغيرة! فتحها أحمد بحذر، ووجد بداخلها بعض النقود الورقية وبعض العملات المعدنية اللامعة.
فكر أحمد: “يا إلهي! هذه ليست محفظتي. ماذا أفعل؟” شعر أحمد بشيء غريب في بطنه، كان يعلم أن عليه أن يفعل الشيء الصحيح. تذكر ما علمته إياه والدته عن الأمانة والصدق.
ركض أحمد بسرعة إلى منزله، وقلبه يدق مثل الطبل. “أمي! أمي!” صرخ أحمد وهو يلهث. “لقد وجدت هذه المحفظة!”
نظرت الأم إلى المحفظة، ثم إلى أحمد بابتسامة دافئة. “أحسنت يا بني! هذا عمل رائع أنك لم تحتفظ بها لنفسك. ماذا علينا أن نفعل بها الآن؟”
قال أحمد بجدية: “علينا أن نجد صاحبها يا أمي!”
فكرت الأم قليلاً ثم قالت: “لنعلق ورقة على شجرة القرية الكبيرة، ونكتب عليها أننا وجدنا محفظة.”
فعلت الأم وأحمد ذلك. وبعد فترة قصيرة، جاء رجل كبير في السن، كان يبدو حزيناً جداً. عندما رأى الورقة، أسرع نحوها.
“يا إلهي!” قال الرجل. “هذه محفظتي! لقد ضاعت مني اليوم وكنت حزيناً جداً!”
مد أحمد المحفظة للرجل، وقال بابتسامة كبيرة: “تفضل يا عمي، هذه محفظتك.”
نظر الرجل إلى أحمد وعيناه مليئتان بالامتنان. “شكراً لك يا بني! أنت ولد أمين وصادق حقاً. ماذا تريد مكافأة على أمانتك؟”
ابتسم أحمد وقال: “أنا لا أريد مكافأة يا عمي. مكافأتي هي أنني فعلت الشيء الصحيح.”
فرح الرجل كثيراً بأمانة أحمد، وشكره كثيراً. ومنذ ذلك اليوم، أصبح أهل القرية ينظرون إلى أحمد كولد صادق وأمين، وتعلم الأطفال منه أن الأمانة هي أجمل صفة يمكن أن يتحلى بها الإنسان.
وهكذا، عاش أحمد سعيداً، لأنه كان يعلم أن الصدق والأمانة يجعلان القلب سعيداً والابتسامة لا تفارق الوجه.