كان عامر و فارس صديقين حميمين منذ صغرهما. كانا يقضيان معظم أوقاتهما معاً، يلعبان في الحديقة ويتشاركان الطعام والأسرار. كان عامر فتى قوياً ومتهوراً بعض الشيء، بينما كان فارس هادئاً وحكيماً.
في أحد الأيام، بينما كان الصديقان يتجولان في أطراف القرية، دخلا إلى بستان مليء بأشجار الفاكهة اللذيذة. رأى عامر تفاحة حمراء كبيرة تتدلى من غصن عالٍ، فتسلق الشجرة بسرعة محاولاً الوصول إليها.
ولكن فجأة، انكسر الغصن وسقط عامر على الأرض بقوة. شعر بألم حاد في ساقه ولم يستطع النهوض. خاف عامر كثيراً وبدأ بالبكاء.
كان فارس يشاهد ما حدث بقلب مرتجف. لم يتردد لحظة واحدة. أولاً، حاول تهدئة عامر وطمأنته. ثم فكر بسرعة في كيفية مساعدته.
تذكر فارس أن هناك رجلاً حكيماً يعيش بالقرب من البستان ولديه حمار قوي. ركض فارس بأسرع ما يمكن إلى بيت الرجل الحكيم وشرح له ما حدث لصديقه.
لم يتردد الرجل الحكيم، وأسرع مع فارس إلى مكان عامر وهو يقود حماره. ساعد الرجل الحكيم في حمل عامر برفق ووضعه على ظهر الحمار. ثم قاد فارس الحمار ببطء وحذر حتى وصلوا إلى بيت عامر.
اعتنت والدة عامر به وشكرت فارس والرجل الحكيم على مساعدتهما. بقي فارس بجانب عامر طوال الوقت، يؤنسه ويقص عليه الحكايات حتى شعر عامر بتحسن.
تعلم عامر في ذلك اليوم درساً مهماً. عرف أن قوة الجسم ليست كل شيء، وأن الصديق الحقيقي هو الذي يقف بجانبك ويساندك في وقت الشدة والضيق. أدرك قيمة فارس الهادئ والحكيم الذي لم يتركه وحيداً وفكر في مساعدته بذكاء وشجاعة.
ومنذ ذلك اليوم، أصبح عامر أكثر حذراً وتواضعاً، وتقوت صداقته بفارس أكثر فأكثر، لأنه عرف أن الصديق الحق يظهر معدنه الأصيل في أصعب الأوقات.