في يوم مشمس جميل، بينما كان سالم يلعب في حديقة بيته الواسعة، رأى عصفوراً صغيراً يقفز على الأرض بصعوبة. اقترب سالم بحذر، ولاحظ أن جناح العصفور مكسور.
شعر سالم بالحزن الشديد على حال العصفور المسكين. لم يتركه وحيداً، بل حمله برفق بين يديه الصغيرتين، ودخل به إلى البيت. أسرعت والدة سالم عندما رأته يحمل العصفور، وساعدته في تجهيز صندوق صغير مريح للعصفور.
أحضرت الأم بعض الماء وفتات الخبز، وقام سالم بتقديمه للعصفور بلطف. كان العصفور خائفاً في البداية، لكنه سرعان ما اطمأن لسالم ولمسته الحنونة. أطلق سالم على العصفور اسم “نغم” بسبب صوته العذب الذي كان يصدره أحياناً رغم ألمه.
كل يوم، كان سالم يعتني بنغم. يقدم له الطعام والماء النظيف، وينظف صندوقه بعناية. كان يجلس بجانبه ويحدثه بصوت هادئ، ويمسح على رأسه برفق. لاحظ سالم أن نغم بدأ يستعيد قوته تدريجياً.
بعد أسابيع قليلة، بدا جناح نغم أفضل بكثير. ذات صباح، فتح سالم نافذة الغرفة قليلاً، وشعر بنغم يتحرك بحماس في صندوقه. حمله سالم برفق ووضعه على كف يده بالقرب من النافذة.
نظر نغم إلى السماء الزرقاء الواسعة، ثم نظر إلى سالم وكأنه يشكره. فجأة، قفز نغم وطار محلقاً في الهواء الطلق. فرح سالم كثيراً لرؤية نغم يطير بحرية، وشعر بسعادة غامرة لأنه ساعد هذا المخلوق الصغير.
في المساء، سأل والد سالم: “يا بني، لماذا كنت سعيداً جداً اليوم؟” فأخبره سالم عن قصة نغم وكيف اعتنى به حتى شفي وطار. ابتسم الأب وقال: “يا سالم، إن الله يحب الأشخاص الذين يعاملون مخلوقاته بلطف ورحمة. لقد فعلت خيراً عظيماً بعنايتك بالعصفور الصغير.”
ومنذ ذلك اليوم، أصبح سالم أكثر لطفاً وحرصاً على جميع الحيوانات، وتعلّم أن الرفق بالحيوان عمل نبيل يجلب السعادة والرضا.