كان يا ما كان، في قديم الزمان، في قرية جميلة مليئة بأشجار النخيل الباسقة وبيوت الطين الدافئة، عاشت طفلة صغيرة اسمها ليلى. كانت ليلى تحب اللعب والضحك، وكانت دائماً ما تجد المتعة في أبسط الأشياء. لكن أكثر ما كانت تحبه ليلى هو والداها.
كانت ليلى ترى أن والديها هما سنداها في الحياة. والدتها الحنون التي تطبخ لها أشهى الأطباق، وتنسج لها أجمل الفساتين، ووالدها القوي الذي يعلمها كيف تزرع الزهور وتعتني بالحيوانات الأليفة.
في أحد الأيام، مرض والد ليلى مرضًا شديدًا. حزنت ليلى كثيرًا، وكانت تتمنى لو تستطيع أن تفعل شيئًا لمساعدة والدها. سمعت ليلى والدتها تقول إن والدها يحتاج إلى عوبدة، وهي نبتة نادرة تنمو فقط على قمة الجبل البعيد.
لم تتردد ليلى لحظة واحدة. حملت سلتها الصغيرة، وودعت والدتها، وانطلقت في طريقها نحو الجبل. كان الطريق طويلاً ووعرًا، وواجهت ليلى في طريقها الكثير من الصعوبات. مرت بغابة مظلمة، وعبرت نهراً متدفقًا، وتساءلت إن كانت تستطيع الوصول. ولكن في كل مرة شعرت بالتعب أو الخوف، كانت تتذكر وجه والدها الحبيب، وتتذكر كيف كان يعتني بها ويدللها، فتعود إليها قوتها وعزيمتها.
أخيراً، وبعد أيام من المشي، وصلت ليلى إلى قمة الجبل. وهناك، وجدت شجرة عوبدة صغيرة، تحمل أوراقًا خضراء لامعة. قطفت ليلى بعض الأوراق بعناية فائقة، ووضعتها في سلتها، ثم بدأت رحلة العودة.
عندما عادت ليلى إلى المنزل، كانت منهكة ومتعبة، لكن الفرحة ملأت قلبها عندما رأت والدتها تضع أوراق العوبدة على جبين والدها. وبعد بضعة أيام، بدأ والد ليلى يتعافى، واستعاد صحته وعافيته.
احتضن والد ليلى ابنته بحب وشكرها على شجاعتها وطاعتها. وعرف الجميع في القرية قصة ليلى، وكيف أن حبها لوالديها وطاعتها لهما أنقذا والدها. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت ليلى رمزًا للبر والعطاء في قريتها.