كان يا ما كان، في قرية صغيرة جميلة تقع بين الجبال الخضراء، عاش ولد ذكي اسمه أحمد. كان أحمد يحب اللعب كثيراً، ويقضي معظم وقته يركض بين الحقول مع أصدقائه. لكن، كان هناك شيء واحد لا يحبه أحمد: الذهاب إلى المدرسة.
كان معلم القرية حكيماً جداً، وكان يرى في أحمد ذكاءً كبيراً لم يُستغل بعد. في أحد الأيام، جاء المعلم إلى أحمد وهو يلعب، وقال له: “يا أحمد، هل تعرف لماذا تشرق الشمس كل صباح؟” أجاب أحمد: “لتضيء لنا الطريق يا معلمي.” ابتسم المعلم وقال: “صحيح، والعلم يا بني مثل نور الشمس، يضيء لنا عقولنا ويجعلنا نرى الأشياء بوضوح.”
لم يفهم أحمد كلام المعلم جيداً في البداية. في اليوم التالي، قررت القرية أن تبني جسراً جديداً فوق النهر، لأن الجسر القديم أصبح متهالكاً. اجتمع رجال القرية، وبدأوا يحاولون بناء الجسر، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك. كانت الأخشاب تتساقط، والحبال تنقطع، وبدا الأمر صعباً جداً.
مر رجل كبير في السن، كان قد سافر كثيراً وتعلم الكثير من العلوم. توقف الرجل العجوز وراقب ما يحدث. ثم اقترب من أهل القرية وقال لهم: “يا أبنائي، بناء الجسر يحتاج إلى علم خاص بالهندسة والقوة. إذا تعلمتم كيف تحسبون الأوزان وتختارون المواد الصحيحة، فسيكون بناء الجسر سهلاً.”
بدأ الرجل العجوز يشرح لهم بقواعد بسيطة ومفهومة كيف يبنون الجسر بشكل صحيح. كان يشرح عن الزوايا والقوى، وعن كيفية تثبيت الأخشاب بإحكام. كان أحمد يشاهد ويستمع باهتمام كبير، وكل كلمة يقولها الرجل العجوز كانت تضيء شيئاً في عقله.
عمل أهل القرية بما قاله الرجل العجوز، وبالفعل، بدأ الجسر يتشكل بشكل صحيح وقوي. وفي وقت قصير، أكملوا بناء الجسر الجديد، الذي كان متيناً وآمناً. فرح أهل القرية كثيراً، وشكروا الرجل العجوز على علمه وحكمته.
في ذلك اليوم، فهم أحمد ما قصده المعلم. أدرك أن العلم ليس فقط قراءة وكتابة في الكتب، بل هو نور يجعلنا نفهم العالم من حولنا، ويساعدنا على حل المشكلات الكبيرة والصغيرة. منذ ذلك اليوم، أصبح أحمد يحب الذهاب إلى المدرسة ويتعلم بشغف كبير، لأنه عرف أن العلم هو المفتاح لكل شيء.